منوعات

الحسابات المنسية… قنابل موقوتة تهدد خصوصيتك

 

جعفر بدران

تخيل أن تستيقظ يوماً لتكتشف أن شخصاً ما يتحدث مع أصدقائك وعائلتك باسمك، مستخدماً صورك القديمة وربما رسائلك الخاصة، بينما أنت آخر من يعلم. ما يبدو كقصة من قصص الاختراقات المعقدة، يبدأ في الحقيقة من إهمال بسيط: حساب قديم تُرك دون إغلاق، أو رقم هاتف لم يعد مستخدماً.

الحسابات القديمة… ثغرة مفتوحة

كثير من المستخدمين أنشأوا حسابات على “فيسبوك” أو “إنستغرام” أو غيرهما قبل سنوات، ثم هجروها مع مرور الوقت. هذه الحسابات تبقى مرتبطة بأرقام الهواتف أو عناوين البريد الإلكتروني نفسها، ما يجعلها هدفاً سهلاً لأي شخص يحاول الوصول إليها. وإذا نجح، يصبح قادراً على الظهور باسمك، والتواصل مع محيطك الاجتماعي كما لو كان أنت.

الخطر لا يقف عند هذا الحد، إذ قد تحتوي هذه الحسابات على صور شخصية أو محادثات قديمة. ما كنت تعتبره “ذكريات خاصة” قد يتحول إلى أداة ابتزاز أو فضيحة بيد شخص غريب.

عندما يعود رقمك للبيع

الأمر الأكثر خطورة يحدث مع أرقام الهواتف القديمة. شركات الاتصالات حول العالم تعيد بيع الخطوط غير المستخدمة بعد فترة. وهذا يعني أن شخصاً آخر قد يحصل على رقمك السابق، وبالتالي يتلقى رموز التحقق التي ترسلها منصات مثل فيسبوك أو إنستغرام أو حتى بريدك الإلكتروني.

في لحظات، يصبح هذا الشخص قادراً على الدخول إلى حساباتك الشخصية وانتحال هويتك، لتتحول حياتك الرقمية إلى مساحة مكشوفة تماماً.

العواقب: سمعة وخصوصية في مهب الريح

النتيجة قد تكون مدمرة:

صور خاصة تتحول إلى أداة ضغط.

علاقات اجتماعية تنهار بسبب سوء استخدام الهوية.

سمعة رقمية تنهار بالكامل، وكل ذلك بسبب إهمال بسيط.

ما تعتبره “غير مهم” قد يكون كنزاً لمجهول يبحث عن وسيلة استغلال.

كيف تحمي نفسك؟

لتجنب هذه الكارثة، هناك خطوات أساسية لا بد من اتباعها:

1. إغلاق الحسابات غير المستخدمة بشكل نهائي.

2. تغيير كلمات المرور بانتظام وعدم تركها نفسها لسنوات.

3. فصل أرقام الهواتف القديمة من الحسابات قبل التخلي عنها.

4. تفعيل المصادقة الثنائية لحماية الحسابات الأساسية.

 

وعي رقمي قبل فوات الأوان

في زمن التحول الرقمي، لم تعد الخصوصية مسألة شخصية فقط، بل قضية أمنية واجتماعية. الإهمال في إدارة هويتك الرقمية قد يجعل منك ضحية في أي لحظة.

الرسالة بسيطة: لا تقل “لا أحد يهتم بي”. ما تراه أنت بلا قيمة قد يراه الآخرون وسيلة للابتزاز أو الاستغلال. لذلك، نظف حضورك الرقمي، وأغلق الأبواب المفتوحة، قبل أن تتحول ذكرياتك إلى كابوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا تعطيل إضافة حاجب الإعلانات لتصفح الموقع