عزام الخالدي | رأي
أمة الجسد التي عرفناها لم تعد كما هي، باتت ممزقة متشتتة متفرقّة، تلعب بها الرياح يمنة ويسرى
فلا الشيوخ شيوخ، ولا السلاطين سلاطين، ولم يبقى من عروبتهم إلا الإسم، ولا من مروءتهم إلا تاريخ أجدادهم الأوائل
خانوا الدم، وخانوا الأرض، وخانوا ذلك الشعب المنكوب منذ سبعون عامًا
لنتكم على بساط أحمدي يا سادة:
طبّعوا مع المحتلين، وقاطعوا الفلسطينيين، جعلوا من أولى القبلتين عاصمة لدولة يهود المزعومة، لقد باعوا القضية، وخانوا العروبة، فبئس القوم هم
حكاية كانوا يتغنون بها طيلة الأعوام الماضية، لكن السنوات خدّاعة، كشفت معادنهم، وزيف أفكارهم، وخبث مشاريعهم
كنت أسمع هناك إحتلال من العدو الدخيل لنا، وكانوا يقولون أن العرب يقفون مع قضيتنا، لكن لم أكن أرى مدافعهم، ولا جيوشهم، ولا طائراتهم، تساندنا.. كانوا يكتفون فقط الشجب، فلم أكن أقتنع بكلامهم، فالكلام لا يسترد أرض، ولا يعيد شهيد، فما أخذ بالدم لن يسترد إلا بالدم
باتت أعلام دولة يهود المزعومة ترفع في أوساطهم، ولا نجد منهم من يشجب أو يستنكر، بل تراهم يتفاخرون دون خجل ولا حياء
كتبت تلك اللحى من دم ذلك الطفل الذي مات على حضن أبيه، فتاويهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، وجعلت من عبير المُهجيرين عن أرضهم سهام يرموننا بها “وإن أختلفت الطرق”
صدق المثل الشعبي الذي قال:
سمّن كلبك يأكلك، وهذه هي حقيقتهم، سمنوا من كثرة أجتماعاتهم المزيفة من أجل قضيتنا، لكنهم بالحقيقة لم ينجحوا إلا بالكتابة على الورق
وصدق الشاعر حين قال:
وَحَذارِ مِنْ غَضَبِ الحَلِيمِ
المُسْتَكِنِّ إِذا اتَّقَدْ
أَنتَ الّذِي زَرَعَ الضَّغائِنَ
وَالمَكائِدَ وَالحَسَدْ
وَالشَّعْبُ غَيْرَ القَهْرِ
وَالإِذْلالِ يَومًا مَا حَصَدْ
فِرْعَوْنُ قَبْلَكَ كَمْ عَلا
وَطَغَى وَأَفْسَدَ وَاسْتَبَدْ
فَانْظُرْ إِليهِ اليَوْمَ
بَعْدَ العِزِّ فِي ذُلٍّ رَقَدْ
لكن الذي غاب عن أذهانهم، أن سنوات الحرب لا تنسينا الأصل، وطول الأمد لا يكسر المفتاح، وستبقى القدس فلسطينية عربية، نناضل عنها ونكافح كابرًا عن كابر، جيلاً بعد جيل