تلخيص وترجمة: إدارة تحرير وكالة ستورم
أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركيّة أفريل هينز، أمام الكونجرس الأميركي، الثلاثاء، التقرير السنوي غير السرّي لمجمّع الاستخبارات الأميركيّة “IC” حول التهديدات العالمية للأمن القومي للولايات المتحدة والّذي يعكِس وفق مقدّمته رؤىً جماعيّة لمجتمع الاستخبارات الفيدراليّة، التي تقدّم عبره كلّ المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والمستقلّة التي يستظلّ بها صانعو السياسة ورجال الحرب وكذا موظفو إنفاذ القانون المحليّون لحماية أرواح الأمريكيّين ومصالحهم في أي مكان في العالم وفق التقرير
التقرير المكوّن من سبعة وعشرين صفحةً والمبوّب بتسعة عشر موضوعاً تتنوع بين التهديدات السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة الّتي تشكّلها نشاطات لكلّ من دول الصين وروسيا وإيران وكوريا الشماليّة إضافة لتحليل دقيقٍ لمناطق النزاع كأفغانستان والهند وباكستان في آسيا وليبيا واليمن وسوريا في الشرق الأوسط ومناطق أخرى. إضافة لأبواب حول تهديدات كورونا والهجرة وتجارة المخدّرات وحتّى تغيّر المناخ والتدهّور البيئيّ اعتماداً على المعلومات المتاحة حتّى التاسع من إبريل العام الجاري والذي سيتم تقديمه إلى لجان المخابرات بالكونغرس وكذلك لجان القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ للاستفادة منه في تقييم المخاطر الداخليّة والخارجيّة وفق التقرير..
“مناطق الصراع وداعش وإيران التهديدات الكبرى للمصالح الأميركية”:
تحدّث التقرير بأبوابه الأولى مطوّلاً عن تهديدات كورونا وكذا حذّر من زيادة التسلّح بالأسلحة غير التقليديّة
بينما لا تزال التوترات قائمة بين الهند وباكستان المسلحتين نوويّاً وفق التقرير وهو مايشكّل تهديداً واضحاً للمصالح الأمريكية.
ووفق الباب الثاني للتقرير، يواصل كلّ من تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وإيران وحلفاؤها المسلّحون التخطيط لهجمات إرهابية ضد أشخاص أمريكيين مستفيدين من تطوّر التقنيات، و على الرغم من الخسائر القياديّة فإنّ هذه الجماعات الإرهابيّة أظهرت مرونة كبيرة واستفادت من المناطق غير الخاضعة لأي سلطة حاكمة في تعزيز وجودها لاسيما في سوريا والعراق وأفغانستان حيث تستمر الصراعات الإقليمية في تأجيج الأزمات الإنسانية وتقويض الاستقرار..
تقرير مجتمع الاستخبارات الأمريكية يتوقع استمرار الأزمات في سوريا وعودة التوتر العسكري:
وحول تقييمه للواقع في بلدان الشرق الأوسط والعالم التي تشهد نزاعات مستمرّة قال تقرير مجمع الاستخبارات الأميركيّة، الذي أفرد فصلاً خاصّاً حول سوريا، إنّ الصراع والتراجع الاقتصادي والأزمات الإنسانية ستتفاقم في سوريا خلال السنوات القليلة المقبلة، متوقّعاً أن تتحوّلَ “سوريا”بيئةً لتهديدات مباشرة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وأنّ رأس النظام بشار الأسد الذي يسيطر بقوّة على قلب سوريا، وفق التقرير، سيكافح من أجل إعادة السيطرة على الدولة بأكملها ضد التمرد المتبقي بما في ذلك مناطق القوات التركيّة المعزّزة و كذلك مناطقَ المتطرفين الإسلاميّين والمعارضة في محافظة إدلب، كما أنّ الأسد سيتوقف عن أي مفاوضات مع المعارضة معتمداً على دعم روسيا وإيران له، فيما سيواجهُ الأكرادُ – في إشارة لقسد- ضغوطاً متزايدةً من قبل النظام السوري وروسيا و تركيا خاصّة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الكردية و في حال انسحاب الولايات المتحدة..
التقرير توقّع أنّ القوات الأمريكية في شرق سوريا ستواجه أيضاً تهديدات من إيران والجماعات المتحالفة مع النظام السوري في الغالب من خلال هجمات يمكن إنكارها من قبلهم، كماإنّ الإرهابيين سيشنون هجمات على الغرب من ملاذاتهم الآمنة في الشرق الأوسط لاسيما سوريا، فيما سيؤدّي تزايد القتال أو الانهيار الاقتصادي المتوقّع إلى تحفيز موجة أخرى من الهجرة من سوريا..
وفيما يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا أكّد التقرير أنّ “إيران مصممة على الحفاظ على نفوذها في سوريا، وتسعى إلى وجود عسكري دائم وصفقات اقتصادية مع انتهاء الصراع هناك”
واعتبر أنّه من “شبه المؤكد أن طهران تريد هذه الأشياء لبناء نفوذها الإقليمي ودعم حزب الله اللبناني، فيما لا تزال طهران تشكل تهديداً لإسرائيل ، سواء بشكل مباشر من خلال قواتها الصاروخية أو بشكل غير مباشر من خلال دعمها حزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى”.
وحول النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، أوضح التقرير أن موسكو “تستخدم مشاركتها في سوريا وليبيا لزيادة نفوذها، وتقويض القيادة الأمريكية، وتقديم نفسها كوسيط لا غنى عنه، والحصول على حقوق الوصول العسكري والفرص الاقتصادية”.
توتّر متوقع في اليمن وليبيا أيضاً:
قال التقرير السنوي عن التهديدات العالمية للأمن القومي للولايات المتحدة، إن عودة الحرب في ليبيا محتملة
وجاء في إحدى فقرات التقرير الصادر خلال هذا الشهر، أن الحرب ستستمر هذا العام، على الرغم من التقدم السياسي والاقتصادي والأمني المحدود.
وجاء في التقرير أن حكومة الوحدة الوطنية، ستواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وذلك في ظل استمرار الحكومات السابقة في منع دفع عجلة المصالحة، إضافة إلى عدم الاستقرار وخطر تجدد القتال.
وحول الوضع في اليمن حذّر التقرير السنويّ، من أن استمرار تسليح إيران للحوثيّين، يهدّد الاستقرار في اليمن والمنطقة، وشركاء الولايات المتحدة ومصالحها.
وقال التقرير إنّ إيران ستبقى قوّة مزعزعة للاستقرار في اليمن، حيث يشكل دعم طهران للحوثيين وإمدادهم بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وكذلك الأنظمة غير المأهولة، تهديداً لشركاء الولايات المتحدة ومصالحها، لا سيما من خلال الضربات على السعودية.
الصين تسعى لتنازع الولايات المتحدة حكم العالم وفق التقرير:
“الصين تدفع نفسها لتكون القوة العالمية وتقويض الولايات المتحدة ودق إسفين بين واشنطن وحلفائها وشركائها، وكذلك تحاول زيادة العلاقة والتعاون مع روسيا، كما أنّها ستواصل ” بكين” تطوير منصة ترسانتها النووية و تنوي مضاعفة حجم مخزونها النووي على الأقل خلال العقد المقبل وإيجاد ثالوث نووي إضافة لمضاهاة أو تجاوز القدرات الأمريكية في الفضاء لكسب الفوائد العسكرية والاقتصادية والهيبة التي اكتسبتها واشنطن من قيادة الفضاء” وفق التقرير
فيما “تواصل روسيا استفزازاتها وتطوير قدرتها النووية معتقدةً أن الولايات المتحدة تدير “حملات تأثير” لإضعاف الرئيس فلاديمير بوتين وتنصيب أنظمة صديقة للغرب في دول الاتحاد السوفيتي السابق وأماكن أخرى”
الجدير ذكره أنّ مجتمع المخابرات الأميركي هو اتّحاد يضمّ 16 وكالة حكوميّة فدراليّة، أُسِّس عام 1981 ومن مهامّه الرئيسيّة القيام بمهام استخباراتيّة تدعم السياسة الخارجيّة والأمن القومي للولايات المتحدة، يقدّم المجتمع تقريراً سنويّاً للكونغرس الأميركي إضافة لتقارير دوريّة للرئيس الأميركي واللجان العسكريّة في الكونغرس ومجلسي النواب والشيوخ الأميركيّين.