نظم سائقو الميكروباصات و”السرافيس” يوم أمس الأحد إضراباً عن العمل على خطوطهم الداخلية بعد إعلان نظام أسد رفعه سعر مادة المازوت إلى مستويات قياسية؛ في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ومن جانبها أعلنت وزارة التجارة الداخلية لدى النظام أن التسعيرة الجديدة لليتر الواحد من مادة المازوت أصبحت 500 ليرة سورية بعد أن كان 180 ليرة. وبالمثل، سارعت لجنة تحديد الأسعار في محافظة دمشق إلى ما أسمته بـ”تعديل” التعرفة الجديدة لأجرة المواصلات العاملة بالمازوت على خطوط النقل الداخلي، والتي حددتها بسعر يتراوح بين 100 ليرة و130 ليرة سورية بعد أن كانت 75 ليرة سورية.
لـ متابعة الأخبار العاجلة على الواتساب إضغط هنا
أما مدينة حمص فقد شهدت أزمة سير على خلفية إضرابات طالت السائقين العاملين على خطوط النقل الداخلي، خاصة “السرافيس” منها، إذ وثقت وسائل إعلام محلية ازدحاماً كبيراً في مدينة حمص بسبب احتجاج عدد من أصحاب “السرافيس” على زيادة سعر المازوت الذي قفز إلى سعر جديد بعيد إعلان زيادة الرواتب.
ونشرت صفحات محلية صوراً تظهر جانباً من الازدحام المروري وتجمعت أعداد كبيرة معظمهم من الطلاب الجامعيين، حيث تصادف إضراب السائقين مع بدء امتحانات عدد من التخصصات الدراسية في الجامعات الواقعة تحت سيطرة نظام أسد.
والتحق سائقو المواصلات في مدينة اللاذقية بإضراب حمص، حيث شهدت المدينة أزمة ازدحام مروري، وتعطلت المواصلات على خلفية إضراب السائقين عن العمل بعد رفع أسعار المحروقات اللازمة لعملهم.
لكن الأمر بدا أكثر خطورة ومأساوية بعد أن نشرت صفحات محلية موالية على نطاق واسع خبراً أبلغت فيه السوريين تأجيل توزيع مادة الخبز عبر البطاقة الذكية 14 يوماً، بعد أن كان من المقرر توزيعها على المشتركين بها اليوم الإثنين، الأمر الذي يُنذر باقتراب كارثة غذائية في مناطق سيطرة أسد.
وفـ.اة ثلاثة أطفال سوريين بحـ.ـوادث سير في تركيا
ورصدت وسائل إعلام موالية حالات أخرى من ردود فعل السوريين في مناطق أسد تمثلت بتقدم عدد كبير من العاملين في مؤسسات تابعة للنظام باستقالاتهم، على خلفية عجز مؤسسات النظام عن تغطية نفقات النقل العام لموظفيها، وعدم قدرة الحافلات على تأمين مادة المازوت اللازمة لعملها.
إذ أقرّت صحيفة “الوطن” الموالية أن عدداً كبيراً من العاملين في المؤسسة السورية للاتصالات تقدموا باستقالاتهم إلى المؤسسة خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك على وقع عجز المؤسسة عن تأمين محروقات للحافلات التي تقلّ العاملين من منازلهم إلى المؤسسة.
ولاحتواء غضب الموالين، سارع نظام أسد إلى الإعلان عن مرسومين يقضيان بزيادة رواتب العاملين في مؤسساته والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية بنسبة 50 بالمئة، وهي الخطوة التي يقدم عليها نظام أسد تمهيداً لارتفاعات لاحقة في أسعار الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وعليه، قوبلت الزيادة بسخرية وتهكم مما آلت إليه الأحوال في مناطق سيطرة أسد.
وتناقل موالون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مرسوم رأس النظام وزيادته للرواتب على ضوء الارتفاع الجنوني للأسعار، وذهب آخرون لإجراء حسبة رياضية لمعرفة ماذا ستغطي الزيادة الجديدة في الرواتب من تكلفة مستلزماتهم المعيشية، واعتبروا أن الزيادة تكفي لشراء رز وخبز “بشكل جيد”، وتوفير 5 آلاف فقط من الراتب.
وانتقدت صفحة “طرطوس الحدث” المعروفة بأنها أكثر الصفحات المحلية ولاءً لنظام أسد مرسوم زيادة الرواتب، وتوقعت أن يلجأ السوريون في مناطق سيطرة أسد إلى “الشحاذة” لاستكمال بقية مقومات الحياة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تشهد فيه مناطق سيطرة أسد أسوأ أزمة معيشية وخدمية تعصف بالسوريين في مناطق سيطرته منذ انطلاقة الثورة ضد نظام بشار الأسد، إذ لاتزال المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرته تعاني من أزمة طوابير أمام منافذ بيع الخدمات اليومية وسط انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وصلت إلى 20 ساعة تقنين في اليوم.