قالت الصحافيّة الإسرائيليّة أورلي ازولاي في مقالٍ نشرته بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة مُوجهةً حديثها إلى قادة إسرائيل: لن تهزموا فلسطينيًا يقفز من نفق إلى آخر حافي القدمين، على حدّ تعبيرها.
جنودنا يعودون بالتوابيت ولن نهزم فلسطينيًا
وأضافت الكاتبة: “حرب 7 أكتوبر لن تجلب النصر. حتى دولة مع جيش فاخر لن تهزم مخربًا سهل حركة القدمين لا يملك ما يخسره، سيقفز من فوهة نفق إلى فوهة نفق أخرى ويلاحق الجيش المنظم، الذي بعثت به دولة مصابة بالرعب لفرض النظام في مكان هو شرك موت”.
ورأت الكاتبة أنّه “ليس صدفة أنْ قال بايدن لنتنياهو في بداية القتال: تعلّموا من أخطائنا؛ وقصد أفغانستان. 20 سنة قتال قضتها الولايات المتحدة هناك إلى أنْ انسحبت مكللة بالعار وأعادت المفاتيح لطالبان. وهكذا فعلت في فيتنام أيضًا، مقاتلون يعودون في التوابيت، أوْ جرحى جسديًا ونفسيًا، مثلما حصل لمقاتلين أمريكيين كثيرين في أفغانستان والعراق”، طبقًا لأقوالها.
وشدّدّت على أنّ “إن المذبحة التي ارتكبتها حماس في بلدات غلاف غزة واجبة الرد. ولكن متى يكون كفى هو كفى؟ سوينا غزة بالأرض وخرّبنا وجوّعنا، حتى بدت غزة مكانًا غير صالح للبشر. فكيف يطعمون اليوم رضيعًا في القطاع؟ كيف تتمكّن امرأة حامل بلغت لحظة إنجابها من أنْ تلد وليدها دون ماء نظيفة أو كهرباء؟”.
ولفت الكاتبة الإسرائيليّة إلى أنّه “مشكوك أنْ تكون صورة نصر أخلاقية حتى لو عاد المخطوفون إلى إسرائيل، فبعد أنْ تُرِكوا لمصيرهم وتعرضوا للخيانة، يبدو أنّهم تنازلوا عنهم. وعليه، فلأجل ماذا كان كلّ شيء؟ فالحرب تُخاض كي يأتي الأمل في نهايتها: تسوية سلام، هدنة، هدوء. وليس لتعظيم الإحساس بأنّ كلّ شيءٍ كان عبثًا”.
ومضت قائلةً: “بعد “المذبحة” في السابع من أكتوبر، كان عطفًا لحظيًا على إسرائيل أمام الفظائع التي انكشفت. وسرعان ما استبدل به غضب عالميّ تُرجِم إلى مظاهر لاسامية عقب عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة. وحتى البيت الأبيض بات يضغط على ساعة التوقف”، طبقًا لأقوالها.
وقالت أيضًا: “لقد أوضح بايدن لنتنياهو هاتفيًا بأنّ العالم فقد عطفه وصبره. الميل العالمي، أساسًا لدى الشبان والليبراليين، هو لتحطيم العالم القديم، لركل الاستعمار والرأسمالية، والإمبريالية. الأقليات والمقموعون خلقوا حلفًا مكتوبًا: باتوا يرون فينا أمّةً بيضاء تضرب أقلية عديمة الحقوق تقاتل في سبيل تطلعاتها وأرضها وكرامتها”.
وأردفت: “لقد صفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدفعةٍ واحدةٍ إمكانية تغيير ميزان القوى حين دفع ترامب للخروج من الاتفاق النووي مع إيران، رغم إيفائها بكل التزاماتها، وكسر رئيس الولايات المتحدة السابق الأواني، فكسرتها إيران أيضًا، ومنذئذ سرّعت نحو النوويّ”.
ولفتت إلى أنّ “بايدن، الذي كان شريكًا في الاتفاق، يبذل كلّ جهدٍ كي لا يسمح لنتنياهو بمنع اتفاق آخر، هذه المرة مع الفلسطينيين. يعرف الرئيس، مثل كل العالم، بأنّه لا يوجد حسم عسكريّ للدائرة الدموية بين إسرائيل والفلسطينيين، بل حل سياسي فقط، ويحاول بايدن الدفع قدمًا بكل قوته، قبل أنْ يرفع يديه ويتفرغ لشؤون انتخابه”.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّدت الكاتبة أنّه “في الأسبوع الجاري، سيصل وزير الخارجية بلينكن إلى إسرائيل للمرة الخامسة منذ نشوب الحرب، وسيطالبها بتفسيرات وجهتها وكيف ستنخرط هذه في تسوية سياسية تجند الولايات المتحدة لها السعودية ودولاً أخرى”.
واختتمت مقالها بالقول: “متظاهرون في أرجاء العالم من أجل الفلسطينيين ينشدون استفزازًا (من النهر حتى البحر). نقيض النشيد البيتاري الذي صاغ جابوتنسكي كلماته: (ضفتان للأردن)، هذه لنا وتلك أيضًا. لن تكون للفلسطينيين دولة من النهر إلى البحر، ولا لنا أيضًا. بدلاً من الحلم بالخروج من رقصات “شعب إسرائيل حي”، من شمال وجنوب وادي غزة، مثلما يتطلع أولئك الذين استسلم لهم نتنياهو حتى يبقى، يجب الإنصات لمحاولات العالم توجيه الخطى نحو دولةٍ فلسطينيّةٍ، إلى جانب إسرائيل، والبديل هو حرب وحشية أخرى، وليس السلام”، على حدّ قولها.
اقرأ كذلك:
إعلام إسرائيلي: “حماس” قدمت مقترحا من 3 مراحل يبدأ بالانسحاب من غزة وإسرائيل رفضته
أولمرت مجددا: الأهداف لن تتحقق ووصلت ساعة الحسم وعلينا وقف الحرب فورًا ومُحاولة إعادة المخطوفين
شهادات صادمة ومروعة عن إعدام الجيش الإسرائيلي عشرات المسنين في قطاع غزة..
وزير الخارجية الأردني: إسرائيل تصر على إخراج أهل غزة من القطاع
إسرائيل تدرس تسوية تقضي بترحيل قادة “حماس” إلى خارج قطاع غزة