
جعفر بدران
في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية رفيقنا الدائم، تحمل بين طياتها صورنا ورسائلنا وأسرارنا الشخصية، يزداد القلق من احتمال أن يكون هناك من يتجسس علينا أو يراقب نشاطنا دون علمنا. كثيرون يعبّرون عن شعور غامض بوجود “شيء غير طبيعي” في أجهزتهم، لكن السؤال: كيف يمكننا أن نعرف إذا كان هاتفنا فعلاً مراقَباً؟
إشارات تكشف المراقبة
أول ما يجب الانتباه إليه هو سلوك الهاتف نفسه:
إذا لاحظت أن البطارية تنفد بسرعة غير معتادة.
إذا أصبح الهاتف يسخن حتى في وضع السكون.
أو إذا استهلك بيانات الإنترنت بشكل مبالغ فيه رغم قلة الاستخدام.
هذه كلها مؤشرات محتملة على وجود برنامج خفي يعمل في الخلفية لنقل بياناتك إلى طرف خارجي.
الإشارة الثانية تتعلق بـ الرسائل والتنبيهات:
وصول رموز تحقق أو رسائل تسجيل دخول لم تطلبها بنفسك.
إشعارات من منصات مثل فيسبوك أو جوجل تفيد بمحاولة دخول من جهاز أو موقع جديد.
هذه التنبيهات ليست عابرة، بل قد تكون إنذاراً مبكراً بأن هناك من يحاول اختراق حساباتك.
أما الإشارة الثالثة فهي أنشطة غامضة في الحسابات:
رسائل تُرسل من حسابك وأنت لم تكتبها.
صور أو محادثات فُتحت دون تدخلك.
غالباً يحدث هذا عندما يتمكن شخص ما من الوصول إلى كلمة مرورك أو عند إصابة جهازك ببرنامج تجسس.
الحماية قبل وقوع المشكلة
الكشف عن المراقبة خطوة مهمة، لكن الأهم هو الوقاية الاستباقية:
1. غيّر كلمات المرور بشكل دوري، واحرص أن تكون قوية ومعقدة.
2. لا تستخدم كلمة مرور واحدة لأكثر من حساب.
3. فعّل المصادقة الثنائية في كل حساب مهم.
4. نزّل التطبيقات فقط من متاجر رسمية مثل “جوجل بلاي” أو “آب ستور”.
5. راجع الأجهزة المرتبطة بحساباتك واحذف أي جهاز غير مألوف.
الخصوصية مسؤوليتك
الخصوصية الرقمية لم تعد ترفاً، بل ضرورة لحماية نفسك من الاختراق والابتزاز وحتى سرقة الهوية. تذكر أن أي إشارة غير طبيعية في هاتفك يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، وأن الاستجابة السريعة هي خط الدفاع الأول.
فالأمن الرقمي ليس مجرد برامج حماية، بل وعي مستمر وإجراءات عملية.