رؤية -بيروت
انتقد الأكاديمي القانوني والسياسي اللبناني البارز الدكتور طارق شندب الطبقة السياسية في لبنان، محملًا إياهم مسؤولية تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية.
وفي حواره مع “شبكة رؤية الإخبارية”، تحدث شندب عن تعرضه لمحاولات اغتيال على يد ميليشيا حزب الله اللبنانية، ورؤيته للمشهد السياسي في لبنان في ظل الاستعدادات للانتخابات القادمة، وفيما يأتي نص الحوار:
ما توقعك للانتخابات اللبنانية القادمة؟ وتعليقك على انسحاب تيار المستقبل من المشهد السياسي؟
قال الدكتور طارق شندب “إن الانتخابات النيابية القادمة في لبنان إن جرت ستجري وسط مقاطعة سياسية سنية من الطبقة الأولى، لكن هذا لا يعني أن جماهير السنة سيقاطعونها، المشكلة أن سعد الحريري وفريقه السياسي اختاروا أن يقاطعوا لأسباب مجهولة”.
وأضاف أن “سعد الحريري لم يطرح الأسباب الحقيقية، لكنه احتج بتدخلات وسيطرة حزب الله وأن الانتخابات لن تؤدي إلى نتيجة، ولكن هذا السبب يستخدمه الحريري في كل مرة يريد أن ينسحب من الحياة السياسية أو يستقيل من الحكومة أو يأخذ موقفًا سياسيًا”.
وذكر شندب أن سعد الحريري يريد أن يرغم السنة كلهم على الانسحاب من هذه العملية الانتخابية بعد أن أعطى الفريق الثاني قانون الانتخابات النسبي في دورة الانتخابات السابقة بعد تعديل قانون الانتخابات السابق، وذلك لمصلحة التيار العوني وحزب الله والأحزاب الأخرى.
مضيفًا أن “سعد الحريري لم يستطع أن يكمل مع ميشال عون، ولم ينسحب لأن السنة مستهدفون وإنما انسحب لأن مصالحه السياسية هي التي خسرها، وكذلك مصالحه المالية التي خسرها مع التيار العوني وآخرين، وهذا الأمر هو الذي يسعى إليه سعد الحريري لمنع السنة من المشاركة في الانتخابات لعله يعود على حصان أبيض ويعتبر نفسه منقذ السنة”.
هل يمكن للسنة في لبنان أن يشكلوا تيارًا واسعًا للمشاركة في الانتخابات؟
أجاب شندب “للأسف السنة كانوا ضائعين بين سعد الحريري ونجيب ميقاتي وغيره وما بين تدخلات سياسية داخلية وخارجية، وللأسف الكثير ما زالوا مخدوعين بتيار المستقبل وغيره”.
وذكر شندب أن الذي أضعف السنة في لبنان ليس قانون الانتخابات فقط، وإنما الممارسة السياسية لرؤساء الحكومات في لبنان وقانون الانتخاب، والضعف السياسي وضعف شخصية رؤساء الحكومة كلهم من تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري.
وأشار إلى أنهم أعطوا حزب الله والفريق الآخر الكثير، وتنازلوا عن كثير من صلاحيات السنة المنصوص عليها في الدستور اللبناني، وكانوا ضعافًا في المطالبة بحقوقهم والحفاظ على الكيان السني في لبنان، بحسب وصفه.
هل تستمر التحالفات التقليدية في الانتخابات القادمة أم نشهد تغيرات جديدة؟
أوضح شندب أن التحالفات في الانتخابات تختلف عن التحالفات السياسية في لبنان، قائلًا “نحن رأينا خلافًا كبيرًا بين نبيه بري (رئيس البرلمان اللبناني) والتيار العوني وجبران باسيل، رغم أنهم يتحالفون اليوم في الانتخابات، وكذلك مع زعيم الحزب التقدي الاشتراكي وليد جنيلاط”.
وأضاف أن لبنان في خطر بسبب سيطرة ميليشيا حزب الله التي لم تأت من قوة الحزب العسكرية وقيامه بالاغتيالات والتهديدات فقط، وإنما جاءت من ضعف الفريق المواجهة، وانبطاح رؤساء الحكومات السنة خدمة لمصالحهم الشخصية وخدمة لمصالح اقتصادية ومالية وغير ذلك.
وقال الدكتور شندب إن “سرطان الحزب استشرى داخل الدولة اللبنانية، وكذلك ضعف التعاطي القضائي الاستنسابي الذي يقوده مجموعة من القضاة الفاسدين الذين أساؤوا للقانون اللبناني وللدولة اللبنانية، وهؤلاء من القضاة الخاضعين لحزب الله أو للفساد”.
وأوضح السياسي اللبناني أن الفساد في لبنان “يتمثل في الطبقة السياسية الفاسدة ومنهم قضاة وضباط وغيرهم تحالفوا مع الإرهاب ممثلًا في حزب الله، فحمى الإرهاب الفساد وحمى الفساد الإرهاب، لهذا سكتوا عن إرهاب حزب الله في لبنان وفي سوريا وفي كثير من الدول العربية.
هل يعمل السياسي اللبناني بهاء الحريري على بناء الحريرية السياسية مجددًا؟
أجاب الدكتور طارق شندب بأنه لا يعرف إذا كان بهاء الحريري قد ترشح أو ترشح أحد من أنصاره، قائلًا: “لكنه يبقى لبنانيًا، ومن حقه أن يشارك في العملية السياسية، وكأي شخص لبناني من حق بهاء تشكيل كتلة انتخاببة إذا استطاع أن يفعل ذلك والباب مفتوح للجميع”.
مضيفًا أن السنة بلبنان بحاجة إلى وجه جديد يملك رؤية واحترامًا ومعرفة بالواقع اللبناني، ويملك شخصية قوية ويكون على مستوى المسؤولية، أما أن يكون كسعد الحريري فلن يكون جديدًا، بحسب قوله.
أنت معروف بانتقادك الدائم لميليشيا حزب الله فهل وصلتك تهديدات؟
يقول شندب: “وصلتني الكثير من التهديدات وتصل دائمًا بشكل مستمر، وأنا تعرضت لمحاولات اغتيال مرة في جنيف ومرة في لبنان، بالإضافة إلى الرسائل المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى استخدام بعض الأجهزة وبعض الضباط ضدي واستمال الحزب بعض القضاة ضدي كذلك”.
موضحًا أن هؤلاء القضاة “يخضعون لميليشيا حزب الله وهم قضاة فاسدون، وكذلك بعض الضباط الفاسدين الذين يخدمون ميليشيا حزب الله ويستقوون ويحتمون به لتحقيق غايات مالية على حساب الشعب اللبناني وعلى حساب القانون والدستور”.
يضيف شندب “هؤلاء نحن لهم بالمرصاد، وهؤلاء أسماؤهم مكشوفة وأنا تقدمت منذ حوالي شهر ونصف بشكوى ضد بعض هؤلاء الضباط والقضاة أمام محاكم دولية ومجلس حقوق الإنسان وأمام الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة العدل ووزارة الداخلية، وسوف يكون هناك ملاحقات”.
وأوضح الأكاديمي اللبناني أنه سوف تصدر مذكرات توقيف أمام قضاء دولي ضد بعض القضاة وبعض الضباط حتى لا يفلتوا من الحساب، بعضهم غطى إرهاب حزب الله وبعضهم مشارك في الفساد، وباتت أسماؤهم معروفة لدى الجميع داخل وخارج لبنان.
منوهًا أن “تهديداتهم لن تنفع ومهما هددوا ومهما فعلوا ومهما استعملوا هذه السلطة سوف نواجهم بالدستور والقانون، والنصر سيكون حليفنا، لأن الدستور والقانون لا بد أن ينتصر ولا بد للعدالة أن تتحقق، ولا بد لمن يخالف القانون والدستور ويريد أن يستعلمه خدمة لميليشيا إرهابية ولتغطية فساده أن يلقى عقابه”.
المصدر : صحيفة رؤية