ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، أن مصر أبلغت “إسرائيل” بأن السلطة الفلسطينية هي التي ستدير قطاع غزة بعد الحرب الدائرة هناك، وأبدت استعداداً لتقديم مساعدة أمنية للفلسطينيين.
رسالة مصرية بشأن “اليوم التالي” في غزة
وبحسب القناة 12 العبرية، فإن قضية “اليوم التالي” في غزة لم تتم مناقشتها على المستوى الإسرائيلي الأعلى، لكن رسالة مثيرة للاهتمام حول الموضوع وصلت إلى إسرائيل من مصر في الأيام القليلة الماضية، مفادها:” نقطة البداية عند المصريين هي أن من سيحل محل حماس هي السلطة الفلسطينية «المطورة» أو «المتجددة»، وهي التي ستدخل القطاع.
وبحسب تقرير القناة، فإن الرسالة التي بعث بها المصريون إلى “إسرائيل” في الأيام الأخيرة، إذا طلبت السلطة الفلسطينية من مصر إرسال قوات شرطة إلى قطاع غزة لمساعدتها، فإن مصر لن تعترض.
ووفق القناة، قالت مصر لإسرائيل: “نحن مستعدون للقيام بذلك”. “لن نفعل ذلك بناء على طلب إسرائيلي”، أما إذا كان طلب المساعدة من “جار عربي” فهم مستعدون للقيام به.
وفي ما يتعلق بمنطقة رفح ومحور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الذين انسحبت منه قوات الاحتلال عام 2005 بموجب خطة “فك الارتباط” أحادية الجانب عن قطاع غزة ومستوطنات شمالي الضفة الغربية المحتلة، ذكرت “كان 11” أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أثاروا خلال محادثات مع الجانب المصري إمكانية تنفيذ عملية عسكرية على الجانب الغزي من الحدود.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن المسؤولين المصريين عبروا للجانب الإسرائيلي عن قلقهم من عمليات “تسلل” واسعة إلى الأراضي المصرية، من جراء عملية عسكرية محتملة للاحتلال في منطقة “محور فيلادلفيا” ورفح جنوبي قطاع غزة، وذلك في ظل الكثافة العالية في المنطقة التي نزح إليها مئات آلاف الغزيين وبات يتواجد فيها نحو 1.2 مليون غزيّ.
رسالة مصرية بشأن “اليوم التالي” في غزة
وذكرت “كان 11” أن الإسرائيليين حاول تقديم “تطمينات” للجانب المصري أنه “سيتم إخلاء اللاجئين من منطقة رفح قبل بدء العمليات العسكرية في المنطقة”، وأشار التقرير إلى “أفكار” إسرائيلية “في السماح بانتقال سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله، على أن يبدأ ذلك بالنساء والأطفال”.
وأضاف التقرير أن “المسار الآخر الذي تدرسه إسرائيلي هو إخلاء سكان غزة إلى أماكن أخرى داخل قطاع غزة. وذلك بهدف تخفيف الازدحام بالقرب من المنطقة الحدودية مع مصر، بما يقلل من مخاوفها”، وأكدت القناة أنه في الأيام القليلة الماضية، أجرت إسرائيل محادثات مع مصر، وخاصة مع المستوى المهني، حول ما يعرف بالخطاب الإسرائيلي بـ”اليوم التالي” للحرب على غزة.
وبحسب التقرير، مثّل الجانب الإسرائيلي في هذه المحادثات رئيس الشاباك، رونين بار، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، غسان عليان. وشدد التقرير على أن “إسرائيل ترى بمصر الطرف الأكثر أهمية في ما يتعلق بمسألة ‘اليوم التالي‘ للحرب، لأنها تمثل البوابة البرية الوحيدة الخارجية لغزة، ولاعبا مؤثرا ومهما في العالم العربي”.
من جانبها، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية أن إسرائيل تدرس إجلاء سكان رفح إلى شمال القطاع قبل هجوم محتمل على المدينة، لكن الصحيفة قالت نقلا عن مصادر أن مثل هذه الخطوة لن تتم قبل شهر مارس.
وذكرت “يسرائيل هيوم” أن مصر “وجهت مؤخرا رسائل قوية لإسرائيل مفادها أن مرور اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء سيعرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر. وأوضحت مصر أنها لن توافق على مرور اللاجئين من سيناء إلى أراضيها”.
وتقول الصحيفة أن القلق المصري “هو نقل مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وبقاؤهم هناك. ولهذا السبب أيضاً أوضحت مصر لإسرائيل أنها تعارض بشدة توسيع القتال إلى رفح، واستيلاء إسرائيل على محور فيلادلفيا”.
ويتركز حاليا حوالي 1.4 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة في رفح، وتخشى مصر من أن تؤدي عملية إسرائيلية في المدينة إلى هروب جماعي إلى سيناء. وبما أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع، فإنها في الواقع لن تترك لهم أي خيار سوى الفرار جنوبا، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن مصدرين إسرائيليين قولهما أن “الرسائل الحازمة التي أرسلتها مصر بمزيج من الغضب والقلق، ناتجة عن تصريحات مختلفة لمسؤولين إسرائيليين أوصت بإخراج الفلسطينيين من غزة كحل محتمل للمشكلة”.
فقد أوصت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، جيلا غامليل، في ورقة رسمية نشرتها بإخراج الفلسطينيين من غزة الى سيناء، وصدرت في الأسابيع الأخيرة عدة تصريحات مماثلة لوزراء وأعضاء في الكنيست، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي كرر الأمر نفسه في عدة مناسبات.
وتقول الصحيفة أن سبب القلق المصري له دافعان رئيسيان: الأول، أن الفلسطينيين سيحاولون مغادرة غزة على خلفية الوضع الإنساني غير المستقر في القطاع. والثاني، أن الفلسطينيين سيحاولون الهروب خوفاً من التعرض للأذى في الحرب.
ومساء الاثنين، زعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن “الكتيبة الأخيرة لحركة “حماس” في خان يونس سيتم القضاء عليها قريبا”، مشيرا إلى أن “هدف” إسرائيل القادم هو منطقة رفح على الحدود مع مصر.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع قال غالانت: “الكتيبة الأخيرة في خان يونس سيتم القضاء عليها قريبا..العملية البرية من أعقد العمليات في تاريخ الحروب”، مضيفا: “الهدف القادم هو رفح، قيادة حماس والسنوار (يحيى السنوار، رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة) في حالة فرار”، على حد تعبيره.
واعتبر غالانت أنه “لا يوجد مكان يمكن أن تختبئ فيه حماس، بما في ذلك رفح”، زاعما أن “الجيش الإسرائيلي سحق أكثر من نصف قوات حماس”.
وأضاف وزير الحرب الإسرائيلي أن “استمرار الهجمات العسكرية، ومن ضمنها الهجمات على رفح ودير البلح في وسط غزة، سيؤدي إلى إعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
مقالات ذات صلة:
اشتية: نجري كل الاستعدادات لدفع ما هو ممكن من رواتب الموظفين في هذا الموعد في غزة
قناة إسرائيلية: الجيش يؤيد وقفاً لإطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين
قاض أمريكي: معاملة الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بغزة قد تشكل إبادة جماعية
800 مسؤول غربي: سياسات حكوماتنا تجاه “إسرائيل” قد تسهم في جرائم إبادة