صحيفة “بيلد” تعتمد الذكاء الاصطناعي في التحرير وتستغني عن مئات الموظفين
ستورم – برلين
أعلنت صحيفة “بيلد”، إحدى أكبر الصحف الألمانية وأكثرها شعبية، عن خطة للتحول الرقمي تعتمد على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) للقيام بالعديد من المهام التحريرية. هذا القرار، الذي وصفته الإدارة بـ”الحتمي”، يهدف إلى تقليل التكاليف التشغيلية وتعزيز الكفاءة الإنتاجية، لكنه أثار موجة من الجدل في الأوساط الإعلامية الألمانية.
تفاصيل القرار
تشمل الخطة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار الروتينية، تحرير الصور، تحليل بيانات القراء، وإنتاج محتوى متنوع بسرعة ودقة. إدارة الصحيفة أكدت أن هذه التقنية ستسهم في تقديم محتوى أكثر تخصيصًا وسرعة للقراء، مما يعزز الحضور الرقمي لـ”بيلد”.
اقرأ أيضا: الأرض تتلقى رسالة ليزر قادمة من الفضاء البعيد
ورغم إعلان الإدارة أن التحول الرقمي سيكون إيجابيًا من الناحية التقنية، إلا أنه سيترتب عليه تسريح عدد كبير من الموظفين. تُقدر التقارير أن مئات الصحفيين والمحررين سيتم الاستغناء عنهم، ضمن محاولة لتقليص النفقات التشغيلية.
ردود أفعال متباينة
واجه القرار انتقادات واسعة، لا سيما من نقابة الصحفيين الألمان، التي أصدرت بيانًا أعربت فيه عن قلقها من “تفكيك العنصر البشري” في الصحافة. وأكدت النقابة أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره، لا يمكنه تعويض الحس الصحفي البشري، خاصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية.
من جهة أخرى، عبّر الصحفيون المتأثرون بالقرار عن استيائهم، مشيرين إلى أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يؤدي إلى تراجع جودة الصحافة، وتحويلها إلى محتوى تجاري يفتقر إلى العمق والمصداقية.
أسباب ودوافع القرار
يأتي هذا التحول وسط تحديات كبيرة تواجه الصحافة التقليدية، بما في ذلك انخفاض عائدات الإعلانات وتراجع مبيعات الصحف المطبوعة. وفي هذا السياق، تسعى “بيلد” إلى تعزيز موقعها في السوق الرقمي من خلال تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح إنتاج محتوى متنوع وبسرعة تفوق العمل البشري.
الآثار المستقبلية على الصحافة
بينما تعتبر “بيلد” هذه الخطوة خطوة إلى الأمام في التحول الرقمي، يرى الخبراء أن مثل هذه القرارات قد تُحدث تغييرات جذرية في طبيعة العمل الصحفي. فالم
