يدي على قلبي.. الطبيب مهيب قدور ومشفى أطمة “أهل الأمانة” وشكرا لا تكفي
رأي | حسن المختار
حكايتي بدأت خلال يوم جمعة روتيني في بيت جدي الدافئ حيث كانت العائلة مجتمعة، وكأي عائلة سورية على امتداد جغرافيا الوطن كان الكبار منشغلون بالأحاديث العابرة والأطفال يلعبون في بهو منزل جدهم الآمن وهنا كل شيء كان روتينيا.
تيمنا باسم الشهيد أنس
أنس أوسط أطفالي وله من اسمه نصيب فهو المتميز بـ”أنسه” لم يجالسه ويتميز بقوة القلب والشجاعة والجرأة التي يميزها صاحب الفراسة من النظرة الأولى، أسميته أنس على اسم صديقي الشهيد -بإذن الله- أنس دياب، المصور الصحفي المتميز ورفيق درب الكفاح لأجل الدين والوطن، حيث صادف مولد أنس الصغير بعد أيام قليلة من استشهاد أنس الكبير بغارة روسية حاقدة على مدينة خان شيخون إبان الحملة العسكرية 2019.
صوت من بعيد ينادي !
نعود لمقدمة قصتنا، في تلك الجمعة الدافئة وصلني صوت من بعيد ينادي وبلهجتنا البسيطة “أنس نحرق”، كنت أظنه حرقا عابرا لأن أنس كثير الحركة وهكذا كان في اللحظة الأولى، وبعد إلحاح من والدتي ذهبنا لصيدلية قريبة، وهنا كانت المفاجأة، الحرق كان من الدرجة الثالثة في موضع حساس في باطن القدم.
أنس لم يكن يبالي، بل وحتى كان ضاحكا في ذروة الألم “أنا أبضاي”، يقولها كي لا ينفطر قلبي أكثر، بابتسامة تخفي من خلفها الكثير من الألم البريء.
أبطال قصتنا: مشفى أطمة الخيري.. الطبيب مهيب ورفاقه
مرت سنة وأكثر بقليل وبقي أنس على طباعه المعتادة في نشر الابتسامة داخل منزلنا الصغير، شفي حرقه، إلا أن جدته “والدتي” كانت مصرة على عرضه على أحد الأطباء المختصين كي يقيم عمل قدمه وهل عادت إلى وظيفتها الكاملة أم لا.
وهنا كان خياري الأمثل المكان الذي أثق به، مشفى أطمة الخيري، ومنبع ثقتي العمياء مصدرها أمانة الطبيب مهيب قدور في إدراته للمشفى ومراقبته لها.
الطبيب مهيب اختصاصي بالجراحة التجميلية، عندما زرت المشفى لأجل المعاينة الأولية، فاجأني بأنه هو من قام بالمعاينة، شخص الحالة بشكل دقيق ولأن أنس في نمو مستمر تبين أن الحرق تسبب بمشكلة في أصابع القدم ولو بقي دون تدخل جراحي عاجل لسبب إعاقة دائما لن يسامحني أنس عليها مدى الحياة.
بكثير من الاهتمام والحب تم إجراء العملية، بعد اخذ جميع الإجراءات اللازمة من تحاليل طبية وما يلازم العمل الجراحي من إعداد وتجهيز.
عندما أدخل أنس إلى غرفة العمليات حان وقت آذان الظهر، توضأت وذهبت للمسجد القريب، أثناء الصلاة كان صغيري في الغرفة الخضراء، ويدي كانت على قلبي خوفا من الأفكار السوداوية التي تستغل حنان الأب لتبث نفسها بين مشاعر الخوف من المجهول.
بعد مدة قصيرة وصلتني رسالة من الطبيب مهيب مبشرا بأن العملية نجحت بنسبة ممتازة وأن أنس صار في غرفة الانتظار، شهادتي قد يراها البعض مجروحة، لكنني كتبت هذه الكلمات كي أقول شكرا لـ الطبيب مهيب، مشفى أطمة الخيري، منظمة الأمين وأعلم بأن هذه الكلمة لا تكفي ولا تفي حقكم وفضلكم على أبناء محررنا الجميل.