مناف حشاش | رأي
يبدو أن زيارة الوفد الروسي لسوريا يوم أمس لها وقع خاص فالجميع كان ينتظر تلك الزيارة لمعرفة مخرجاتها التي قد ترسي سوريا إلى بر الأمان.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء يوري بوريسوف برفقة عدد من رجال الأعمال هبطوا بطائرتهم التي تقلهم ظهر أمس في سوريا للاجتماع مع وفد النظام ومستشاريه لبحث ملفات جديدة ومهمة.
زيارة الوفد الروسي جاءت بعد 8 سنوات مرت على آخر زيارة لهم وهنا تكمن أولى الخطوات المهمة في لقاء الطرفين ، أما بالنسبة لحضور رجال الأعمال مع الوفد الروسي فكانت الأولى من نوعها.
محللون ومغردون وضّحوا عبر حساباتهم الرسمية تويتر وغيرها أسباب تلك الزيارة التي تحمل في طياتها قرارات مهمة تخص الجانبين
وعن أولى الأسباب قال بعض المغردين أن الوفد الروسي زار سوريا لبحث ملف اللجنة الدستورية وتهيئة الظروف لعقد اجتماعات قريبة في جنيف للانتقال إلى المرحلة السياسية.
مغردون ومحللون آخرون قالوا أن روسيا أقدمت على مرحلة جديدة وأرادت بحث ملفاتها مع وفد النظام والضغط عليه لتنفيذ قرارات معينة واغراءه بمكاسب جديدة.
أما بالنسبة لحضور رجال الأعمال الروس مع الوفد فالجميع يتفق على ضرورة تعزيز التفاهمات الاقتصادية الروسية السورية وخاصة بعد فرض أمريكا قانون قيصر وتفشي فايروس كورونا واللذان أديا لتدهور الواقع الاقتصادي والصحي في المناطق التي يسيطر عليها النظام أكثر
بالمختصر المفيد يمكن القول أن الوفد الروسي يحمل في جعبته خيارين أراد ان يرميهما على طاولة النظام ، الخيار الأول وهو الضغط على النظام للاسراع في عمل اللجنة الدستورية والانتقال للمرحلة السياسية دون وجود عراقيل جديدة يمكنها أن تؤخّر عملها كما حصل سابقاً في ظل التفرغ الكامل للاجتماعات وخاصة بعد الهدوء النسبي الذي يعمّ المناطق المتفق عليها بين الجانبين الروسي والتركي والخيار الثاني اغراءه بالدعم الاقتصادي وتقديم المساعدات اللازمة لرفع مستوى العجز الاقتصادي والصحي وغيره في باقي المجالات وفتح ملف إعادة الاعمار الذي تسعى اليه روسيا لتعزيز اقتصادها من خلال عقد اتفاقيات يمكنها من البقاء في سوريا لعشرات السنين ووضع مناطق استراتيجة في الساحل وفي البادية وشرق الفرات وغيرها من المناطق في سوريا تحت تصرفها لتنفيذ فيها مشاريع عدة أهمها التنقيب عن النقط واستغلال الثروات الباطنية كالغاز وغيرها لصالحها