كان يومًا عاديًا روتينيًا بالنسبة لمعظم سكان دير الزور شرق سوريا، إلا أنه كان مختلفًا للبعض الآخر، الامتحانات الجامعية على الأبواب والعطلة التحضيرية انتهت وبدأ الطالب مشعل دياب بحزم امتعته للسفر خارج المحافظة بقصد متابعة تحصيلة العلمي.
تنظيم الدولة الإسلامية يتوسع
في هذه الأثناء بدأ تنظيم الدولة الإسلامية بالتوسع في المنطقة الشرقية وتمكن من تقطيع أوصال المنطقة مع نشر عشرات الحواجز الأمنية فيها مع فرض قوانينه الخاصة للتجوال والسفر وهنا بدأت حكاية الطالب الجريح وبداية طريق الآلام التي ما زالت ترافقه حتى يومنا هذا.
لـ متابعة الأخبار العاجلة على الواتساب إضغط هنا
يقول “دياب” لوكالة ستورم للأنباء إن تنظم الدولة “داعش” منعه من الالتحاق بجامعته عام 2016 بحجة الاشتباكات التي كان يشهدها الطريق المؤدي إلى الجامعة، ما جعله يفكر بطرق أخرى لا يشرف عليها التنظم دون الإدراك لمدى الخطر الذي كان يهدده.
وأضاف دياب “اتفقت أنا وأخي على الخروج من مناطق تنظيم الدولة عبر طرق صحراوية جبلية مستعينين بذلك بدراجة نارية كنا نمتلكها، وعند اقترابنا من خطوط الاشتباكات حدث انفجار لم ندرك ما هيته حينها، لنكتشف لاحقًا أننا وقعنا داخل إحدى حقول الألغام التي كانت منتشرة بالمنطقة.
تدخل عاجل من الرئيس التركي لإنقاذ الليرة التركية
وتابع “لحظات قليلة وذهب غبار الانفجار وذهب معه بصري ويد أخي وقدمه، نزفنا الكثير من الدماء حتى تيقنا بالموت المحتم، المنطقة جبلية ولا يوجد فيها إنس ولا جان لذلك فقدنا الكثير من الدماء قبل أن يتم اسعافنا، لقد فقدت بصري وفقدت معه حلمي في متابعة طريق العلم التي طالما قيل لي بأنها صعبة لكن لم أكن أتوقع أنها بهذه الصعوبة”.
يذكر أن الشاب مشعل دياب يعيش الآن داخل مخيم في مدينة الريحانية التركية برفقة زوجته وأطفاله ضمن ظروف إنسانية صعبة تفتقر لأدنى متطلبات الحياة وحلمه الوحيد حياة كريمة وجهة تتكفل بمصاريف علاجه التي قصمت ظهره، لاسيما بعد أن أخبره الأطباء بوجود بصيص أمل لاستعادة بصره لكنه يحتاج لإجراء عمليات معقدة جدة وذات تكلفة عالية وغير متوفرة داخل الأراضي التركية.
