عزام الخالدي | رأي
يالهُ من صراع مريب مُضنٍ، بينَ العقل والقلب .. والنّفس تقفُ على مسافةٍ واحدة من كِلا الطرفين حائرة وكأنها قد ضلّتِ الطريق في وسطِ صحراء
ثمّة خفقان .. شهيق وزفير!
إنّه موقف رهيب يحبس الأنفاس، أن تكون النّفس في المنفى لا وطنَ تنتمي لهُ ولا هويّة
فيضانُ قلب يغزو ، وبركانُ عقل يلتهب!
صراعٌ قيّد النفس بسلاسل خلف القضبان، والسجين يرغبُ بالحرية!
قلبٌ يريد، وعقلٌ يريد، ونحنُ نريد والروح بين هذا وذاك مشتتة تسيرُ بنا شريدة ضائعة تتنفسُ من سَمِّ خياط
والبقاء في المنطقة الفاصلة بينهما، كالموت السريري .. ميتٌ على قيد الحياة، أو كمُصاب لا يستطيعُ الخروج من ساحة النِّزال، ربما أشبهُ ما يكون بشخصٍ على منصة المِشنقة كُلٌّ يريد قطع الحبل، وهوَ مغمضٌ عينيه ينظر!
القلب يصرخُ ستجدينَ عندي ما تشتهين، رغبات وشهوات ومغريات، وما طابَ لكِ من الهوى..
والعقلُ على أعتاب النّفس مكسورًا مخنوقًا مذعورا، مناديًا أن هنا طريقي لا اعوجاجَ فيه، نسيرُ أنا وأنتِ ومليار خليّة على جسرٍ جُبِل من الأفكار، وشيّدت صرحهُ الهِمم من أجل وصولك، والنِّهاية طوبى..
اللهُم ألهمنا الرُّشد في الفِكر والرأي، ولا تُسَلِّط علينا هوانا وألهمنا الصواب.