سوريا

غضب واستياء شعبي من نظام الأسد مع تدهور الوضع الاقتصادي للسوريين

رزق العبي – ستورم

بينما ينتظر السوريون ساعات طويلة في طوابير الخبز والمحروقات، ويكابدون قسوة غلاء الأسعار وسط انهيار الليرة، تحاول، على الضفة الأخرى، أسماء الأسد زوجة رأس النظام، حياكة نسيج جديد للاقتصاد السوري عبر إطلاق يد أمراء حرب ورجال أعمال جدد، في مشهد أقرب إلى إعادة تشكيل الاقتصاد بما يحقق مزيداً من الثراء الفاحش للطبقة الحاكمة على حساب قوت السوريين.

لـ متابعة الأخبار العاجلة على التلغرام إضغط هنا

ومع تجاوز الحرب السورية السنوات العشر من عمرها، تبدو البلاد اليوم على شفير الهاوية، فحياة سكانها أشبه بمعركة للحصول على ما يسد رمقهم، حيث حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن 60 بالمئة من السوريين، أي ما يقرب من 12.4 مليون شخص، أصبحوا معرضين لخطر المجاعة، وبات ينظر إلى أساسيات الحياة من المشتقات النفطية إلى وسائل التنقل وأجهزة الاتصالات، كعوامل رفاهية، حكر على فئة محدودة جداً من السكان.

وفي هذا السياق، يعتبر الساحل السوري الحاضنة الشعبية الرئيسية لنظام الأسد، حيث تعاني هذه المناطق من وضع اقتصادي مأساوي حيث قد يؤدي الوضع الحالي إلى انفجار شعبي على العائلة الحاكمة.

يشير خبراء في الاقتصاد إلى أن النظام يتعد تهميش هذه المناطق باعتبارهم فقط مدافعين عنه بلا مقابل بينما هناك مناطق في سوريا وضعها أفضل بكثير من مناطق الساحل السوري.

ويضيف الخبراء، أن هذا الوضع الصعب ليس فقط في الساحل السوري، حيث تواجه سوريا الأن مشكلة كبيرة وهي هجرة العقول وأصحاب الشهادات العليا، حيث تعاني سوريا في الوقت الحالي من هجرة عدد كبير من الأطباء هرباً من الأزمات التي تتفاقم بشكل يومي ومن وعود النظام وادعاءات حكومته أمام الشعب أنهم يعملون على تحسين الوضع المعيشي.

اقرأ أيضا: غزوان قرنفل يتحدث لـ “ستورم” عن تجميد قيود آلاف اللاجئين السوريين في تركيا

ويقدر الخبراء، أن عدد الأطباء الذين هاجروا منذ شهر تقريباً يبلغ 2300 طبيباً، وبحسب الخبراء، فإن الأطباء في مناطق النظام يؤيدون هجرة زملائهم خارج سوريا، حيث يتساءل الخبراء عن كيفية عيش الطبيب وعائلته في ظل هذا الغلاء والدخل المتدني؟ ولم عليه فقط أن يضحي؟ فالأطباء لا يستطيعون القيام بعمل مختلف عن عملهم الحالي، وهم أصحاب مهنة إنسانية.

الجدير ذكره، أن دولاً تستقطب الأطباء السوريين بفرص عمل، مثل السودان وحتى اليمن التي تعاني من الحرب، برواتب الأطباء تتراوح بين 1200 إلى 3000 دولار أمريكي.

ويختم الخبراء، أن نفوذ العصابات ومافيات الحرب التي باتت منتشرة في المناطق السورية كلها يحول دون السيطرة على الوضع في البلاد، وبالأخص المافيات التابعة لنظام الأسد مثل أبو علي خضر المعروف باحتكاره الأسواق، وسامر فوز الذي يدير شركات نظام الأسد خارج البلاد.

يذكر أن الحرب، واستخدام النظام السوري لأعتى أنواع السلاح أدت إلى تمزيق اقتصاد البلاد وخروج قطاعات أساسية كانت تمدّ الخزينة العامة بالموارد عن سيطرة النظام السوري.

أما العقوبات المفروضة على النظام، فلم تدفعه إلى الآن إلى تقديم تنازلات، بل زادت ظروف السوريين المعيشية سوءًا، ودفعت حكومته إلى مزيد من التسلّط على جيوب السوريين الذين باتوا يعانون ظروفًا قاسية في مجالات الحياة كلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا تعطيل إضافة حاجب الإعلانات لتصفح الموقع