وجهات نظر

الثائرون في مواجهة أصحاب الإفك

منذ ان انطلقت ثورة الحرية في سوريا أوائل العام 2011 تبدلت حياة السوريين في معظم الجوانب ومع اتساع رقعة المناطق الثائرة انكشف الوجه الحقيقي للنظام الحكومي الأمني وبدأ إرهاب الشعب بالاعتقال والتنكيل وصولا لاستخدام الترسانة العسكرية بمجملها ضد الفئة الثائرة التي استطاعت أن تسيطر على مناطق جغرافية لا وجود للنظام فيها.

الأمر الذي جعل هذه المناطق الخارجة عن السلطة – وهذا هو المسمى الطبيعي للمناطق المحررة من نظام الأسد – عرضة للأفكار الدخيلة على المجتمع السوري الأصيل بحكم الفوضى وغياب التنظيم وعدم الاستقرار في معظم المجالات, من رحم الفوضى استطاع الكثير من المبدعين السوريين بمختلف تخصصاتهم العمل لأجل قضيتهم كل من مكانه.

واستطاع هؤلاء برغم جميع العوائق النجاح داخليا و إيصال قضيتهم المحقة للعالم , كم كنت فخورا حين سمعت اعلان ترشح فيلم وثائقي قام بتصويره واخراجه مجموعة من الثائرين في مهرجان الاوسكار العالمي , الفيلم بإعلانه الذي لم يتجاوز الدقيقتين سرد قصة ثورة شعب فمن خلال عنصر الدفاع المدني استطاع مخرج الفيلم فراس فياض ابن ريف ادلب ان يحكي للعالم قصة سنوات من اجرام العصابة الاسدية بحق الشعب الثائر , كأي قديس وقف ( فراس ) على السجادة الحمراء ولسنوات عدة بجانبه المخرجة (وعد الخطيب) والتي استطاعت أيضا أن تبهر العالم في الفيلم الذي حمل اسم ابنتها إلى  سما ولا ننسى طبيبتنا ماني بللور) والتي شاهدناها في الفيلم الوثائقي الذي وقعه فراس أيضا بجميع حالاتها السعيدة والحزينة واليائسة والجسورة كسوريا العظيمة  تماما .

مجموعات وفرق تم تنظيمها من قبل سوريين في بلدان الاغتراب أيضا كانت بصماتها واضحة في الكثير من الجوانب منها السياسية والخدمية والإنسانية وغيرها، اما عن الداخل فالحديث لا ينتهي، كل ثائر استطاع ترجمة حبه لسوريته من مكانه فالعامل والحرفي والتاجر والأكاديميوالعسكري كلن بدوره وكلن من مكانه أصبح نبراسا وفصلا طويلا من فصول ملحمة شعب تاق للحرية وسعى لجعل وطنه أكبر وأسمى وأعلى.

وبالرغم من وضوح الصورة الثورية فطبيعي جدا عزيزي القارئ ان يحارب هذا الشعب الثائر العظيم لإسكاته بإجرام جماعي كقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والصواريخ او بالافكارالملوثة المسمومة الدخيلة على مجتمعنا الأصيل وحتى بمهاجمات فردية لثائرين زلزل صوتهم أركان عرش الطاغية في قصر المهاجرين , من يتابع تسلسل سير الشائعات والأحداث ويشاهد من الأعلى البروبوغندا التي تطال الشخصيات المنتجة الثورية يعود به الزمن إلى كتاب التاريخ الإسلامي ويقرأ قول الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ)

فالإفك لم ينتهي بمجرد براءة عائشة زوجة الرسول الكريم بل ما زال موجودا بأفواه شرذمة منافقة ترتدي زي الأحرار وتبث اتهاماتها بحق هذا وذاك وتدعمها بدلائل دونكيشوتية ربما يراها البعض عمالقة حقيقيين في حين أنها  مجرد طواحين مهجورة.

أصحاب الافك عزيزي القارئ هم حالة طبيعية متواجدة في كل مكان ومن المستحيل انهاؤها إلا بالوعي والادراك ووضع كل ما نتعرض له ويتعرض له أي ثائر في ميزان عادل، ميزان نضع في إحدى كفتيه ما سمعناه من شائعات وتشهير وممارسات سلبية وفي الكفة الأخرى نضع الملموس والظاهر للجميع ونتأكد أي الكفتين سترجح، وقتها فقط سنستطيع اسكات ولجم من يحاول تحطيم أرجل من يعمل لأجل قضيتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا تعطيل إضافة حاجب الإعلانات لتصفح الموقع